هناك أسطورة يونانية قديمة تحكي قصّة شابٍّ غاية في الجمال كان يسمّى “نارسيس”، أحب فتاةً وهام بعشقها، ولما أرادت أخته أن تصرفه عن هذا العشق، قالت له: “اذهب إلى نبع الماء وانظر إليه، وعندما ذهب وشاهد صورته المنعكسة على صفحة الماء، هام بنفسه وأُعجب بصورته، فأغضب ذلك التصرف الآلهة، فسحرته وحولته الى زهرة النرجس المعروفة، ومنذ ذلك الوقت يدعى الإنسان المحب لذاته بالنرجسي.
نماذح كثيرة نشاهدها في أيامنا هذه، كل يحب ذلك ويعمل لمصلحته فقط، يريد أن ينمو ويتضخم حتى لو داس على الآخرين، أشبه بمملكة الإسفنج التي تتكاثر بسرعة لتملك جزءاً واسعاً من البحر، لكنّ إسفنجها فارغٌ من الدّاخل.
ولا يخفى علينا في الشرق أن نرجسية النساء تاتي بالمرتبة الثانية بعد نرجسية الرجال، فمقولة “انظروا ما أنا فاعل”، أو “إنني أعطي بسخاء” أو “اشكروني على تضحياتي” إنما هي عُصارةُ ذلك الإسفنج المتضخم، وهو اضطرابٌ نفسيٌّ سلوكي أطلق الطبيب النمساوي المشهور مؤسس مدرسة التحليل النفسي وعلم النفس الحديث “سيغموند فرويد” على من يُصابُ به اسم (الشخص الإسفنجي).
الرّجل النرجسي جذّابٌ وساحر..!
فهو بطبيعة الحال رجل جذاب ذو شخصيةٍ ساحرة، دبلوماسي من الطراز الرّفيع، يتعامَل برقيّ ودماثة، وهو قادر على ترك انطباع جيدٍ للوهلة الأولى، إلا أنها للأسف ليست حقيقته..
فبالمقابل هو من أكثر الشخصيّات عرضةً للقلق والاكتئاب والهوس والانحراف وغيرها من الأمراض النفسية، وفي علم النفس هو مصابٌ بـ “اضطراب الشخصية النرجسية“.
كيف تكتشفين نرجسيّة الرّجل قبل الوقوع في فخّه؟
يؤكّد علماءٌ أمريكيون أن أفضل طريقة للتعرف على الشخص النرجسي، هي توجيه سؤال مباشر له عن ذلك، مثل: “إلى أي مدى تتفق مع مقولة: أنا نرجسي؟”، وأوضح الباحثون أن فهم النرجسية ليس مهماً للشخص المعني فقط، بل للمجتمع ككل، والنرجسي شخص محب لذاته ومعجب بها لدرجة تصل إلى العشق.
وتوصل علماء نفس تحت إشراف براد بوشمان من جامعة أوهايو في مدينة كولمبوس إلى هذه النتيجة بعد إجراء دراسة على أكثر من 2200 متطوع، وأوضحوا أن أصحاب الشخصية النرجسية لا يرون أن عشقهم لذاتهم يمثل مشكلة، لذلك فهم يعترفون بذلك دون مراوغة.
لذا عزيزتي، تجنّبي الوقوع في شباكِ الشخصية النرجسية وابتعدي عنها، فهو أفضل ما يمكنك تقديمه لنفسك قبل الدخول في علاقة ركيكة وعرضة للفشل.
ليست هناك تعليقات