مع الضغوط اليومية والنفسية تضعين نفسك تحت ضغط عصبى يجعلك تتصرفين وتتخذين قرارات بشكل خاطئ فضلا عن شعورك بالإحباط واليأس والإجهاد وكل ما هو إيجابى يتحول بالنسبة لك إلى أشياء سلبية وهنا يأتى دور تمارين التأمل التى تعد مفتاحا للسعادة والحياة الإيجابية والتفاؤل فهى رياضة ذهنية تقوم بتعزيز القوة الجسمانية والنفسية والصحة العقلية وأيضا تساعد على اجتياز المواقف العصيبة التى يمر بها المرء.
كما أن ممارسة تمارين التأمل فى ظل زحمة الحياة وضيق الوقت تعد الأنسب حيث إنه من أهم فوائدها أنها تساعدك على تقدير الأشياء الجيدة فى الحياة، والشعور بكل شيء جميل من حولك.
وأيضا ستجعلك تحبين نفسك والآخرين أكثر، فضلا عن تعزيز قوة الإدراك والوعى المسئولة عما يحدث لك جسديا وعقليا وعاطفيا مما ينعكس على قراراتك فى الحياة ويقلل شعورك بالضغط بالنسبة للوقت والطاقة، كما يجعلك أكثر تركيزا وذات توجه واضح.
لذلك فإن ممارسة تمارين التأمل تمنحك ذهنا صافيا وحالا أفضل سواء مارستها كل يوم أو فى الإجازات وأوقات الفراغ أو عشر دقائق فى اليوم، ثلاث مرات فى الأسبوع، ففى البداية ستواجهين صعوبة فى التركيز لكن مع التكرار ستلاحظين الفرق وأن الاسترخاء أثناء التأمل أصبح أسرع وفعالا عن ذى قبل.
وهذا يحدث نتيجة تنبيه الذهن والامتنان فهما من العوامل الأساسية للتركيز والتأمل، حيث إن الامتنان بما لديك من نعم، يشعرك بجمال الحياة ويمدك بالسكينة والراحة النفسية والإيجابية والهدوء.
كيفية البدء:
تمرين التنفس
عند ممارسة تمارين التأمل يتطلب ذلك الجلوس بشكل مريح وإغماض العينين مع اختيار مكان هادئ ومريح بالنسبة لك، وبعد ذلك يبدأ التركيز بشكل كامل على تمرين التنفس ومراقبة حركة النفس بحيث إنك تشعرين بالنفس الداخل والخارج من جسدك والذى يعنى مراقبة حركة البطن أثناء دخول الهواء وخروجه «الشهيق والزفير»، وإذا شُتت ذهنك ببعض الأفكار السلبية أثناء عملية التنفس والاسترخاء، يجب عليك تجاهلها واستعادة التركيزعلى حركة التنفس مرة أخرى والشعور بالراحة والهدوء.
فإن متابعة مراقبة حركة النفس الداخل والخارج من وإلى جسدك، تعد بمثابة استراحة لعقلك، ومع ملاحظة هذا بشكل متكرر سوف يتجه وعيك بشكل تلقائى إلى النفس وحركة جسمك مما يمنحك إحساس الراحة والهدوء أسرع من أول مرة فى التمرين، وأيضا حبس النفس داخل جسمك لأطول فترة ممكنة ثم خروجه ببطء يشعرك بالراحة.
التأمل الخارجى
عند الانتهاء من تمرين التنفس افتحى عينيك بلطف، مع العلم بأنه يمكن التأمل والعيون مفتوحة أو مغلقة، واشعرى بكل ما حولك من أصوات ومن حركة جسمك أثناء التحرك.
التأمل التخيلى
يمكنك ممارسة تمرين التأمل التخيلى بحيث تتخيلين الجلوس مع أشخاص تودين مقابلتهم والتفكير فى كل القواسم المشتركة بينكم بالإضافة إلى تذكر كل الأوقات السعيدة معهم والتشبث بها ومقاومة التفكير فى الأمور السيئة،
كما يمكنك توسيع نطاق وعيك ليشمل الأسرة، مثلا بأن تبتكرى حياة جديدة من وحى خيالك، بدلا من الشعور بالعزلة، مع الاستمرار والحفاظ على مراقبة الشهيق والزفير.
كذلك يمكنك تخيل التواصل مع أشخاص بعيدين عنك وإذا تخلل إلى تفكيرك أشخاص آخرون لا تحبينهم فعليك التركيز على المواقف الإيجابية والصفات الحسنة بدلا من السلبية، وهذا التمرين يحسن من رؤيتك للأشخاص والأمور بشكل عام وأيضا يحسن معاملتك من الناحية الإنسانية.
ودائما استخدمى أنفاسك لترسيخ وعيك خاصة فى الأوقات المشحونة وقومى بالتقاط أنفاسك وحبسها وعند الزفير اسمحى لكل التوترات أو المشاعر غير السارة بالرحيل مع النفس الخارج، ودعى أفكارك تأتى وتذهب دون التأثير عليك.
والسماح فقط لتذكر كل الأفكار والمواقف والأشخاص والأماكن التى تسعدك وأن تظل بذهنك، حتى ولو تخيلت أنك ملكت العالم وأصبح لك، فبإمكانك أن تكونى سعيدة من خلال ممارسة أى نوع من تمرينات التأمل لتكون النتيجة هى جعل ذهنك يفكر بشكل إيجابى لتتذكرى كل ما هو جميل.
ليست هناك تعليقات